منتدى عالم الرومانسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

على باب النبي

اذهب الى الأسفل

على باب النبي Empty على باب النبي

مُساهمة من طرف الجنرال_الكبير الأربعاء أكتوبر 10, 2007 6:29 am

في زحمة الحياة، بنتوه، بنتحير، وبنحاول نلاقي طريق، بس كتير بنحتاج حد يفهِّمنا نبدأ منين، ونسلك أي طريق...
ومافيش أعظم ولا أشرف من النبي "محمد" علشان نسترشد بيه...
تعالوا نقف على بابه..
نعرض بعض أحوالنا ونسترجع كلماته اللي قالها لناس كانوا بيمروا زيّنا بنفس الأمور..
تعالوا نستمع لصوت كلماته وهو بيوجّه ناس قبلنا احتاروا ووقفوا يلتمسوا الهدى
"على باب النبي

نتعرض لأسوأ الأعراض التي تشير إلى توغل هذا المرض في النفس البشرية وهو الكبر والتعالي على الخلق..
نعم إنه مرض أشبه بسرطان يظل كامنا في الطبائع والسلوكيات وإن لم يقاومه الإنسان بكل وسيلة قضى عليه شر قضاء..
فانظر معي يا أخي الحبيب كيف يقع الواحد منا في شباك الكبر والتعالي وإن لم يقصد.. فإنك تجد الكثيرين منا يقولون في موقف ما:
..هو مين علشان يكلمني كده..؟
..هو مش عارف أنا مين...؟
..وقد تقول متوعداًٍ: "أنا هاورّيك..؟ وهاعرّفك مقامك..؟
أو كلمات من هذا القبيل والتي تبدو فيها الكلمة البائسة التي تدفع بصاحبها للشقاء الكبير "أنا"..
ولنتذكر أن الذي أوقع بالشيطان في فخ اللعنة، وهُوّة الحسرة، وسوء المصير هي كلمة واحدة "أنا"!، فقد عقد الشيطان بينه وبين "آدم" مقارنة فرأى نفسه أفضل منه فقال لرب العزة: "أنا خير منه"، فاستحق اللعنة والإبعاد عن حضرة الرحمن الرحيم ليدخل في جحيم غضب المنتقم الجبار..
ولنسأل أنفسنا كم مرة نقول فيها ولو في أنفسنا حين نرى من هو أقل منا مالا أو جاهًا أو سلطانًا أو مستوى اجتماعيا "أنا خير منه".. لندرك كم نحن على خطر عظيم..
ويبقى السؤال الذي تسأله الملائكة إلى من يقول "أنا" من أنت..؟ من أنت أيها الإنسان إذا لم تشرف نفسك بالعبودية لله.. لا شيء..
من أنت لتظن أنك أفضل من غيرك..
المال ليس مالك بل هو الذي رزقك إياه ولو شاء لخسف بك وبه الأرض كما فعل مع "قارون"..

السلطان.. هو الذي مكّنك في الأرض ولو شاء لأغرقك بسلطانك وجاهك ومن معك كما أغرق من هو أعظم منك قدرا وأعلى منك جبروتا "فرعون"..

شهادتك وعلمك.. إنما شهادتك مجرد ورقة يسرها لك لكسب الرزق، وما علمك إلا نكرة لا تُذكَر ولو حصلت على أعلى شهادات الدنيا وأنت راسب في امتحان التواضع ومعرفة قدر نفسك، ولم تلتزم شرف الشهادة العليا من الله ورسوله بأن تنسب الفضل لصاحبه وسيده ومعطيه.. ولو شاء لجعلك جاهل القلب والعقل والوجدان..

"قل إن الفضل كله بيد الله".. صدق الله العظيم..
ماذا لديك أيها الإنسان يجعلك متكبرا أو متعاليا على خلقه.. لا شيء.. أنت لا تملك الهواء الذي تتنفس! وإذا لم يمدك الله بأسباب التنفس لتوقفت حياتك كلها.. فأنت أيها الإنسان ضعيف فقير عاجز.. فإذا أعطاك مِن غِناه أو من قُوّتِه أو من قُدرتِه فلا تدّعي لنفسك أنك تملك منها شيئًا حتى لا يسلب الله منك ما ملّكك..
ولنتذكر أن الله سبحانه وتعالى قال للشيطان: "ما كان لك أن تتكبر فيها"، وإذا كان الحديث عن السماء التي كانت للشيطان مقاما ومستقرا.. فليس للإنسان أن يتكبر في الأرض التي له فيها مقام ومستقر..

فسبحان الذي قال في حديث قدسي: "الكبرياء ردائي والعظمة إزاري من نازعني إحداهما قصمته ولا أبالي".
فلننظر يا أخي إلى الحكمة التي تصف حال المتكبر وكيف يرى الناس وكيف يراه الناس علّنا نتجنب الكبر والتعالي:
"المتكبر كالصاعد فوق الجبل... يرى الناس صِغارا ويراه الناس صغيرا"..
أتعرف؟ إن هناك من توصله عبادته للكبر!! كأن يتعبد ويصوم ويصلي ويقيم الليل فيرى الناس بعدها أقل منه عبادة، وأنهم غافلون، وإذا رأى معصية على واحد منهم نظر إليه بازدراء كأنه هو الطاهر المطهر وهم غير ذلك، وكأنه الناسك العابد المسلم الحق وغيره مسلم بالبطاقة فقط.. وأنه على الحق، أما الآخرون فهم على باطل فتكون النتيجة أن ينظر للناس عامة باستعلاء، وللعصاة خاصة باحتقار واستخفاف بهم، ويكون بذلك قد وقع في "كِبر الطاعات"، وهو من أسوأ أنواع الكبر؛ لأن صاحبه يفعل أشد ما يكره الله وهو يظن أنه يُحسِن صنعا..

ومن هنا قال بعض الصالحين: "رُبّ معصيةٍ تورِثُ ذُلا وانكسارا.. خير من طاعةٍ تُورِثُ عزّا واستكبارا"..

فكم من معصية جعلت العبد يخجل من ربه فأورثته شعورا بالذل استوجب رحمة الله له، وكم من طائع عابد تكبّر بعبادته وظن أنه على شيء، فأبعدته عبادته عن رضاء الله..
فلا عذر لمتكبر ظن أنه قادر على شيء وهو في حقيقة الأمر عبد عاجز وكأنه نسب لنفسه ما هو لله الواحد الأحد..
والآيات التي ذكرها القرآن عن المتكبرين ومصيرهم كثيرة، وإن كنا في هذا المقام لا نستطيع ذكرها جميعا، غير أننا سنذكر منها على سبيل المثال موقف كبر وتعالٍ حيث "يغتر الإنسان بالنعمة فيتعالى بها على الخلق"..
إنها قصة ضربها الله مثلا لرجل جعل الله له جنتين، فلما دخل جنته "بستانه" دخل بغروره وشعوره بأنه صاحب هذا البستان -الذي وصفه القرآن بالجنة-، بل وظن أن الله سيرزقه في الآخرة بما هو أفضل منه، وكأنه قد تعالى على صاحبه الذي كان يحاوره وأنكر فضل الله عليه وأنه هو الذي يملك هذا البستان وصاحبه ومن في الأرض جميعا، فماذا كانت نهايته إلا أن أصبح فوجد بستانه هشيما تذروه الرياح، أي وكأنها بقايا تراب.. فانقلب حزينا محصورا.

ولنرجع لندقق في بعض سلوكياتنا لنرى كيف تخدعنا أنفسنا فتوقعنا في حفرة التكبر..
مدير في العمل لو دخل على الناس ولم يقفوا له يضايقه هذا جدا، وكأنه يرى وجوب أن يقف الناس إجلالا له وتقديرا لمكانته.. وهذا من الكبر.
آخر يدخل عليه أحد الموظفين فيتشاغل هذا المدير عنه بما أمامه من أوراق ربما ليست بأهمية أن يقصر على هذا الموظف زمن وقوفه أمامه، مما يشعر هذا الرجل بأهميته وهو أمر فيه الكثير من مكر النفس بصاحبها لأنه موقف مغموس في مشغلة التعالي.
صديق يأتي ليسلم على شخص يجلس بجوارك فلا تهم بإبداء الاهتمام به، من باب شعورك بفقره أو ضعف مكانته وفي هذا من الكبر الكثير..
دخولك على أي جماعة فلا تسلم وكأن نفسك تقول لك إنهم لا يستحقون السلام..
تكون طالبا متميزا فإذا سألك زميل عن شيء تستخف بسؤاله في نفسك أو تسخر من هذا السؤال أمام الآخرين باعتبار أنه غبي ولا يعرف معلومة بسيطة من معلوماتك الكثيرة!!
يخطئ أحد زملائك في أمر فتوجهه أمام الناس لتبدو أكثر علما أو فهما أو حتى خُلقا، وفي هذا مكر من النفس حيث تدفع النفس بصاحبها دفعا للتعالي ولو دون إرادة ذلك..

مضادات حيوية ربانية..
ومن المضادات الحيوية الربانية في صيدلية النبي، تلك التي صرفها للمسلمين في شأن علاج الكبر ومنها أنه أخبر في كثير من المواضع أن المتكبر مذموم من الله ورسوله ومنها قوله:
"يُحشَر الجبارون والمتكبرون يوم القيامة في صورة الذب "التراب"، يطؤهم الناس بأرجلهم"..

وقوله: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر".

كما صرف الحق لنا أدوية منها: أن نعرف أننا عباد ضعفاء لا نملك من أمر نفسنا شيئا، وقد نصحنا على لسان لقمان بقوله: "ولا تمشِ في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا".. هذا عن العلاج، وقد صرفه بعد أن وصف لنا أحد مظاهر المرض بقوله: "ولا تُسعِّر خدك للناس"، وتسعير الخد كأن تلتقي بشخص وتذهب بوجهك للجانب الآخر.. كما يفعل الجَملُ المريض، فكما مرض الجَملُ فلوى رقبته رغما عنه، تمرضُ القلوبُ فيلوي الإنسان وجهَه ولكن بإرادته...
فمن كان فينا في نعمة فلينظر إليها على أنها ملك لله وأن الله قادر أن يسلبه إياها في لمحة أو أدنى من ذلك فلا يتكبر بما منحه الله فتتحول النعمة في يديه لنقمة والمنحة إلى محنة....
ولنتذكر موقفا قال فيه أحد الصحابة في لحظة غضب لصحابي آخر: "يا ابن السوداء" فغضب النبي وقال له: "إنك امرؤ فيك جاهلية"، فما كان من هذا الصحابي إلا أن فرش خده في الأرض حتى يسامحه أخوه الذي أخطأ في حقه.. فالكبر والتعالي من صفات الجاهلية..
ونحن في هذه الأيام الطيبات ندعو الله أن يمحو من قلوبنا كل كبر، ويحُطّ عنّا كل خطيئة، ولنسعى للتواضع سعينا إلى الله، فمن تواضع لله رفعه.. ولنَحذرْ فإن الكبر لا يكون في أصحاب المال والجاه والسلطان فقط، فهناك فقراء لا يملكون من حطام الدنيا الكثير وهم في حقيقتهم متكبرون متعالون ويخفُون عن أنفسهم ذلك بقولهم: "أنا عندي عزة نفس"... وما هي بعزة نفس؛ فالعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.. إنما هي مكر نفس وكبر دفين ولهذا يقول الله في حديث قدسي: "وأكره عبدي المتكبر، وكرهي للفقير المتكبر أشد".
إنها دعوة لنا جميعا -"وما أبرّئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء"- ولكل من يريد طهارة من الكبر والتعالي أن نستغفر الله ونعامل الناس بالحسنى ونحن نرجو أن نرضيهم حتى يرضى الله عنا برضائهم مادام الرضاء ليس بمعصية، بل هو بطاعة التواضع...
فالحمد لله الذي علمنا أن تذلل المؤمن للمؤمن في الله صفة من صفات المؤمنين الذين قال فيهم: "أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين"..
وليخفض كل منا جَناح عزته بنفسه من منطق الرحمة التي أودعها الله في قلوبنا.. ولنستغفر الله ونتوب إليه آملين أن يعيننا على أنفسنا..
ولنثق بأننا إذا صدقنا في نيتنا في التخلص من الكبر والتعالي فسيرفعنا الله بعزته، ويُعلي قدرنا بفضله..
وربما يكون من النعمة أن نعطر ختام حديثنا هذا بوردة من ورود كلمات النبي الكريم التي تنشرح بها الصدور وتُداوى القلوب إذ يقول:
"إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخرَ أحد على أحد، ولا يبغِي أحد على أحد".


صلوات ربي وسلامه عليك يا سيدي يا رسول الله..
وإلى لقاء إن شاء الله مع دواء آخر نرتشفه من كف رسول الله..
ونحن واقفون معا "على باب النبي"..
avatar
الجنرال_الكبير
رومانسي جميل
رومانسي جميل

عدد المشاركات : 33
نقاط : 181415
تاريخ التسجيل : 09/10/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى