منتدى عالم الرومانسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

انتفاضة "الرهبان".. دين وسياسة.. بنزين و"فيتو

اذهب الى الأسفل

انتفاضة "الرهبان".. دين وسياسة.. بنزين و"فيتو Empty انتفاضة "الرهبان".. دين وسياسة.. بنزين و"فيتو

مُساهمة من طرف الجنرال_الكبير الثلاثاء أكتوبر 09, 2007 5:08 pm

فجأة ظهر على السطح اسم "ميانمار" أو "بورما" سابقا، وهي بلد فقير في جنوب شرق آسيا يعمل معظم سكانها في مجال الزراعة، ويعيش أغلبهم تحت خط الفقر.. السبب في هذا الظهور المفاجئ -والذي أثار اهتمام الدول الكبرى وكاد يتسبب في حدوث أزمة بينها داخل مجلس الأمن- هو قيام الرهبان البوذيين بتنظيم مسيرات سلمية احتجاجاً على قيام النظام العسكري الحاكم في البلاد برفع أسعار الوقود الشهر الماضي، مما دفع الشعب الكادح إلى التعبير عن غضبه بمسيرات سلمية، ترتب عليها استخدام قوات الشرطة -كالعادة- السلاح في مواجهة هؤلاء، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والمصابين. وقد استغل الرهبان البوذيون (يشكل البوذيون الأغلبية العظمى من السكان البالغ عددهم 55 مليون نسمة، في حين يشكل المسلمون والمسيحيون أقلية في البلاد) هذه الأوضاع المأساوية، فقاموا بتنظيم هذه المسيرات التي ضمت إليها الراهبات، فضلا عن انضمام عامة الشعب إليها، وهو ما أقلق السلطات العسكرية في البلاد، خشية أن يتكرر نفس السيناريو الذي حدث عام 1988م، حيث قام هؤلاء بالاحتجاج على الانقلاب العسكري الذي تعرضت له البلاد في حينها، وكانت النتيجة قيام النظام بقتل ثلاثة آلاف متظاهر، فضلا عن إصابة آلاف آخرين.



الراهب.. من التقشف للتظاهر!
بالرغم من أن الراهب يفترض أن يعيش في معبده بعيدا عن الأحداث التي تدور حوله، فهو منقطع للعبادة زاهد في الدنيا -وهو ما يمكن أن نلمسه في ملابس هؤلاء أثناء المسيرات الأخيرة، فضلا عن سيرهم حفاة الأقدام دليلا على الزهد والتقشف- فإن الرهبان في "ميانمار" الذين يقدر عددهم بأكثر من 400 ألف راهب لعبوا دوراً سياسياً بل عسكريا في تاريخ البلاد لا يقل أهمية عن دورهم الديني. فهم قد عملوا على المزاوجة بين الديني والسياسي، وهو ما تقوم به الآن بعض حركات الإسلام السياسي في المنطقة. لكنّ النظم الحاكمة في هذه الدول غالبا ما ترفض الاعتراف بذلك وتدعو إلى الفصل بين الديني والسياسي.
أما في "ميانمار"، فبالرغم من أن البوذية ليست ديانة سماوية، إلا أن هؤلاء رفضوا الظلم الواقع على أبناء الشعب سواء في مواجهة الاحتلال البريطاني للبلاد، أو في مواجهة النظام العسكري، فقد لعبوا دورا أساسيا في الكفاح من أجل استقلال بلادهم عن بريطانيا في عام 1947، علاوة على دورهم في المظاهرات المناهضة للحكم العسكري في عام 1988. ويلاحظ أن الشباب ينضم لهؤلاء الرهبان، حيث يعتبرون المعابد بمثابة مكان للتعبير عن آرائهم السياسية، ومن ثم فإنهم ينتهزون الفرصة للخروج إلى الحياة السياسية والتعبير عن هذه الأفكار. ومن هنا يمكن فهم أسباب الحصار المفروض على المعابد من قبل المجلس العسكري خاصة بعد أحداث الثمانينيات.


ثورة الرهبان الثانية
ويبدو أن كلا من الرهبان، والنظام العسكري قد استفاد من التجربة المأساوية عام 1988، فالرهبان أعلنوا أن هدف مسيراتهم هو المطالبة باعتذار النظام عن سقوط القتلى والمصابين في الاحتجاجات الأخيرة، ومن ثم فقد طالبوا أنصارهم بعدم ترديد شعارات منددة بالنظام. ومعنى ذلك أن هذه المسيرات -التي تعد ثاني أكبر مسيرة بعد أحداث عام 1988- هي بمثابة تجمع سلمي احتجاجي على رفع الوقود والغلاء الذي تشهده البلاد. وفي المقابل فإن النظام العسكري القمعي لم يستخدم وحشيته المعهودة هذه المرة -صحيح أنه سقط خلال محاولة تفريق هذه المظاهرات قرابة عشرين شخصا بين قتيل وجريح، إلا أن هذا العدد يعد قليلاً مقارنة بأحداث الثمانينيات. ولعل تردد النظام في استخدام العنف هذه المرة يرجع لعدة اعتبارات لعل أبرزها الاستجابة للضغوط الصينية في هذا الشأن، ولكن لماذا الصين تحديداً؟.. الإجابة تكمن في الروابط القوية التي تربط بين البلدين جغرافياً وتاريخياً، وأيضا سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.
حيث ترتبط بكين ويانجون أو رانجون (عاصمة ميانمار) بعلاقات جوار وتحالف تاريخية وثيقة، فالصين هي الحليف العسكري الأول للنظام الحاكم في ميانمار، والذي يمثل إلى جانب لاوس حلفاء الصين في منطقة الهند الصينية في مواجهة النفوذ الأمريكي في تايلاند، وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر "ميانمار" منفذ الصين إلى المحيط الهندي، وأحد أعضاء التحالف الثلاثي ضد الهند والذي يضم أيضا باكستان.


وإلى جانب العلاقات التاريخية والاستراتيجية والعسكرية، فإن العلاقات الاقتصادية وثيقة بين البلدين. فالصين واحدة من أكبر شركاء يانجون التجاريين، كما أن الشركات الصينية تستثمر مليارات الدولارات في "ميانمار" وخاصة في مجال الطاقة..
ومن هنا فإن الصين طالبت النظام بعدم القمع العسكري، في مقابل حمايته من أي عقوبات قد يصدرها مجلس الأمن عن طريق استخدام الفيتو.. وهو ما حدث بالفعل، حيث اعترضت الصين -وأيضا روسيا التي لها روابط قوية مع ميانمار- على صدور قرار من مجلس الأمن بفرض عقوبات دولية ضد النظام العسكري هناك. وهو ما ترتب عليه صدور بيان من مجلس الأمن يطالب طرفا الأزمة بضبط النفس والاكتفاء بإرسال مبعوث للأمين العام للأمم المتحدة لتفقد الأوضاع هناك.
حلال على البوذيين حرام على...!
وفي المقابل وإزاء هذا التأييد الصيني والروسي للنظام هناك، نجد الولايات المتحدة قد اتخذت موقفا مضادا من النظام لدرجة دفعت الرئيس الأمريكي لتخصيص جزء من كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالحديث عن هذه الأزمة، وهو ما اعتبره بعض المحللين ليس اهتماما بهذه الأزمة في حد ذاتها وإنما تغطية لفشله في العراق وأفغانستان، حيث كان يفترض أن يقدم كشف حساب عن تواجد قواته في هذين البلدين. حتى إنه قام بإعلان فرض عقوبات أمريكية ضد النظام العسكري تمثلت في تشديد العقوبات المالية التي تستهدف قادة النظام هناك ومن يدعمهم ماليا. كما أعلن عدم منح تأشيرات دخول للمسئولين المتهمين بانتهاكات حقوق الإنسان إضافة إلى أفراد عائلاتهم.


في حين نجد الاتحاد الأوربي قد اكتفى بالعقوبات التي وقعها على النظام هناك في أبريل الماضي، والتي شملت حظر التأشيرات وتجميد أصول عدد من قيادات النظام الحاكم وحظر الأسلحة ومنع المؤسسات الأوربية من تمويل المؤسسات الحكومية في "ميانمار".
ولعل العرض السابق يكشف لنا عن مجموعة من الملاحظات لعل أبرزها مشكلة الفيتو في مجلس الأمن، والذي يدفع بعض النظم إلى ممارسة القمع وانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وكذلك الأقليات دون التعرض لأي تهديد دولي. وإذا كان يحدث مع النظام في "ميانمار"، فما بالنا بممارسات النظام الإسرائيلي؟!


بالإضافة إلى عدم انتقاد أي من الدول الكبرى للدور السياسي للرهبان بالرغم من أن هذا الدور يعد مثار انتقاد كبير لكثير من الحركات الإسلامية في المنطقة. ولعل هذا يثير قضية ازدواحية المعايير، فضلا عن أن هذه الدول الكبرى لا تنظر إلى طبيعة الدور الذي يقوم به هذا الطرف أو ذاك بقدر تركيزها على الجهة التي تقوم بهذا الدور. فمادام الرهبان البوذيون هم الذين يقومون بذلك فلا بأس من ذلك.. أما غيرهم.. فلا!

منقول
والله الكيل بمكاليين شىء صعب من المجرم بوش . ان شاء الله يلقى مصير المجرم شارون
تحياتى
avatar
الجنرال_الكبير
رومانسي جميل
رومانسي جميل

عدد المشاركات : 33
نقاط : 181655
تاريخ التسجيل : 09/10/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى